تخطي للذهاب إلى المحتوى

مَضَى العَامُ

22 نوفمبر 2025 بواسطة
مَضَى العَامُ
Takatoat - تقاطعات

مَضَى العَامُ

-١-

قالوا مضى العام

على التي اخترعت البسمات،

ولا يستطيع وصف براءتها كلام.

عام مضى على تلك التي

كانت تفرش الضحكات

على الدروب لؤلؤًا منثورًا،

ويعود من عقلها الأقلام خاوية،

ويعود من فهمها الكتاب مشطورًا.

قد بنينا سويًا في حدائق الأيام

أحلامًا وآمالًا، وشيدنا قصورًا،

فبعد الرحيل ضاعت كلها

هباءً، وصارت حدائقنا بورًا.

-٢-

جدتي:

ما أنت ترحلين،

لكن مشيئة الخالق

علينا كانت قدرًا مقدورًا.

جدتي:

ما أنت التي تتكررين،

فقد كنت في التفرد

مثالًا مشهورًا مشهورًا.

جدتي:

ما أنت التي تُنسين،

فقد كنت سطرًا

في حجر الأيام محفورًا.

-٣-

جدتي

بالله، كيف تنبت الأزهار؟

وكيف، وأنت غائبة، تورق الأشجار؟

فمنذ رحلت يا حبيبتي،

وأنا أسقي بالدموع

فوق قبرك زروع الصبار.

ومنذ رحلت يا حبيبتي،

وأنا لم أعد أفرق

ما بين ليل وما بين النهار.

جدتي،

ضحكاتنا تزورني كل ليلة،

وما زلت أذكر خرفشات صدورنا

من كثرة الضحك،

وأذكر كل تفاصيل الحوار.

-٤-

آه يا جدتي،

لو بحالي تدرين،

ولأمانيا العليلات

بعدك تبصرين...

ترى ما الذي كنت تقولين؟

أكنت ستضحكين وتسخرين؟

أم يا ترى علي كنت ستبكين؟

جدتي، رغم الرحيل ورغم الغياب،

لكني أعرف الجواب،

ذلك الجواب الذي

سيمزق صدري كسكين:

ستقولين:

"من فرط الحزن

ومن كثرة الأنين،

قد ضاع الشباب الذي

كان أبيض مثل زهر الياسمين."

صدقت يا حبيبتي،

فقد كان يغيب الفرح عني

دائمًا عندما كنت تغيبين.



صدقت يا حبيبتي،

فقد كان يغيب الفرح عني

دائمًا عندما كنت تغيبين.

ستقولين:

"من فرط الحزن

ومن كثرة الأنين،

قد ضاع الشباب الذي

كان أبيض مثل زهر الياسمين."

صدقت يا حبيبتي،

فقد كان يغيب الفرح عني

دائمًا عندما كنت تغيبين.


-٥-

أيا دفئنا،

يا نسيم الليالي،

نحن الآن نعاني اللهيب.


فهلا تعودين يا جدتي

إلى المساء حتى يطيب؟


جدتي، يغمرنا البرد،

يصعقنا البرق،

يقتلنا الصقيع.


نحن نعاني سهراتنا،

فلا نعرف النوم،

ولا يعرفنا الهجيع.


جدتي، هل ما زالت

تأخذ الأزهار الإذن من وجنتيك

في الطلوع قبل مجيء الربيع؟

--٦

جدتي

بالله، كيف حالك بعد الرحيل؟

وكيف حال الدفء في عينيك

والظل الظليل؟


هل في عتمة القبر

لا يزال يضيء في وجنتيك

الحمراوان

ألطف قنديل؟


سلام عليك يا جدتي،

في جنة الخلد لقْيانا

تحت أشجار النخيل.


قد كان عمري معك قليلًا،

فإلى جلوس لا ينتهي يا جدتي،

وإلى لقاء طويل… طويل.

--٧

وفي ذكراك،

يا قرة العين،

أقرئك سلامي.


نامي في حفظ من الله،

وفي سلام... نامي.

عُمَر صَابِر - الاسكندرية ، مصر 

This Content Isn't Available In English


شارك هذا المنشور

قراءة التالي
أأرثي ما فُقد؟