Skip to Content

Cancer, from which no one has escaped.

November 22, 2025 by
Cancer, from which no one has escaped.
Takatoat - تقاطعات

السرطان الذي لم ينجُ منه أحد


دقات قلب متسارعة.. أنفاس متصاعدة.. والجميع يركض تجاه الشرفة

ونعم كما توقعنا.. الكيان الصهيوني يستهدف دمشق من جديد، وهذه المرة كانت الأقرب لمكاني.

كنا في مكتب العمل جميعاً، ثم دوى الانفجار الذي هزّ المكان لنسرع جميعاً إلى "البلكون" ونرى الدخان الأسود يتصاعد في السماء من المبنى القريب.

استهداف جديد.. ولا حاجة لنشرات الأخبار كي نعلم أن الكيان الصهيوني تجرّأ على توسيع طغيانه واستهداف دمشق مرة أخرى.

بدأت الجلبة في المكان وخلال دقائق سمعنا أصوات سيارات الإسعاف وهي تقترب، ثم بدأت الاتصالات التي تعد ولا تحصى حالما انتشر خبر مكان الغارة في محاولة للاطمئنان علينا.

وبدأت ثنائية الخوف والقلق تسيطر، فلا الخروج آمناً ولا البقاء مُطَمئناً.

يومها اتخذت القرار.. لن أستمر في عملي قرب أماكن مستهدفة لأنني شعرت بحجم الرعب الذي انتاب والديّ وهما يحاولان الاتصال بي ليطمئنا.

هكذا هو كيان الشيطان.. يقتلُ كل رغبة في الاستمرار

مهما كنتَ مقاوماً يضعك في النهاية بخانة اليَك لتختار بين الخوف والنجاة.. بين التضحية بنفسك والتضحية بكل شيء مقابل نفسك.

وفي إحدى المرات، كنت أشهد القصف على شاشة التلفاز حين استهدف الكيان مبنى وزارة الدفاع في منتصف العاصمة، وللمرة الأولى تكون حدّة المشهد موازية لما يحدث في غزة، خلال لحظات غارات متتالية سوّت المبنى بالأرض، في رسالة واضحة أنه قادر على استهداف مَن يشاء أينما يشاء وقتما يشاء وكيفما يشاء.

ناهيك عن الأيام التي تلت سقوط النظام السابق، إذ استمر الكيان بقصف الأماكن العسكرية في سورية مُجرِّداً إياها من كل وسائلها الدفاعية.

لمدة أسبوع لم يهدأ القصف، والأصوات المرعبة سيطرت على الأجواء وطالت الجميع في كل المحافظات دون استثناء، وكان المشهد مؤلماً للكرامة السورية، أن يُسلب حقك في الدفاع ورد الاعتداء للأبد ليس بقليل، كل ضربة كانت بمثابة شخص يهمس في أذني: "النصر للأقوى والأكثر شرّاً".

سبعة أيام عشنا فيها أهوالاً، لم ينم أحد، وكان صوت "الزنانة" لا يهدأ فوق رؤوسنا، كيف تأقلم سكان غزة مع هذا الشيء القبيح؟

كيف سلب هذا الكيان حق الناس بالحياة؟

كيف حوّل فكرة بقاء الناس تحت سقف المنزل دافئين مطمئنين إلى رعب حقيقي من انهيار السقف في لحظة فوق رؤوسهم؟

مَن يردع "زعراناً" يعربدون بخطط مجرّدة من الإنسانية ويتفننون بابتكار أساليب حصار وتجويع وقتل وتدمير على مرأى العالم أجمع؟

لماذا لم تنتهِ الحكاية حتى الآن ولم ينتصر الخير على الشر ويعيش الجميع في سعادة أبدية؟

وتدور وتدور الأفكار ونكتشف أنه ليس لنا إلا أن نبكي.. نبكي على قلة حيلتنا وعلى مآسينا وعلى بقعة جغرافية أصبحت نقمة على ساكنيها بسبب وجود خلية سرطانية فيها، تكبر كل يوم وتنتشر لتسلبنا حقنا في الحياة دون رحمة، سرطان لم ينجُ منه أحد.

This Content Isn't Available In English


Share this post