أرثي الأرض والسماء والضحكات
أرثي الأرض التي تحترق تحت أقدام من يظنّون أنهم يستطيعون امتلاكها.
أرثي بلادنا التي عانت طويلًا، التي يُكتب لها الحكم بأحكامٍ لا تُشبهها، والتي يُفرَض عليها من لا يعرفها، ولا يعرف وجعها.
أرثي السماء التي لم تَعُد صافية، والهواء الذي يختنق، والبيوت التي تَهدّمت دون رحمة.
أرثي كلَّ قلبٍ يخاف أن يحبّ، وكلَّ حلمٍ يُرهبه الظلم، وكلَّ روحٍ تُكبَّل بحكمٍ لم تختَره.
أرثي نفسي، الغريبةَ عن الأرض التي أحببتُها قبل أن أعيشها حقًّا.
أرثي نفسي التي لم تعرف الأمان، وطفولتي التي ضاعت بين الغربة والفقد.
أرثي المرأة التي تعلَم كيف تصمُد، التي تعرف أن المقاومة تبدأ من القلب، من النفس، ومن كلّ يومٍ نعيشه رغم القيود والظلم والفقد المستمرّ.
أرثي الضحكات التي خفَت صوتُها، والطرقَ التي لم نعد نمشيها بحرية.
أرثي القوةَ التي تعلّمت أن تولَد من بين الركام، أن تكون صامدةً، حرّةً، متشبّثةً بالحياة مهما أخذوا منها.
أكتب لأرثي، لأقاوِم، لأبقى حيّة،
لأُذكّر نفسي أننا ما زلنا هنا،
أننا نستحقّ أن نحلم، أن نحبّ، أن نكون أحرارًا على أرضٍ حاولوا مرارًا أن يسرقوها منّا، ولم يستطيعوا.
لأنّ في الرثاء حياةً جديدة،
وفي كلّ وجعٍ يولد ضوء،
وفي كلّ امرأةٍ تنجو، تولَد أرض.
سالي ترك، سورية من المنفى
This Content Isn't Available In English